أدولف داسلر.. مؤسس أديداس
وُلد أدولف داسلر في 3 نوفمبر 1900 في هرتسوجيناوراخ بألمانيا، وهو أصغر أبناء كريستوف وبولين داسلر؛ وكان له ثلاثة إخوة: فريتز ورودولف وماري.
كان أبوه كريستوف ينتمي إلى عائلة النساجين والصباغة، لكنه ترك المهنة بعد تدهور صناعة النسيج؛ ليؤسس مصنعًا محليًا؛ حيث أنشأت بولين؛ والدة أدولف داسلر، خدمة غسيل الملابس في الجزء الخلفي من المنزل، فكانت ماري تقوم بالغسيل، وكان الإخوة الثلاثة مسؤولين عن نقلها من وإلى العملاء.
بعد أن أنهى أدولف المرحلة الثانوية عام 1913 بدأ العمل كمتدرب في مخبز، ولكن لم يكن لديه أي اهتمام به؛ إذ كان يمارس الرياضة مع صديقه فريتز زيهلين؛ ويشارك بسباقات المضمار والميدان وكرة القدم ورمي الرمح والتزلج.
خلال هذه الفترة تعلم أدولف صناعة الأحذية من والده، وبدأ يدرك أن كل رياضة تتطلب حذاءً خاصًا لتحقيق نتائج أفضل.
وبعد أن انتهت خدمته في الجيش خلال الفترة من يونيو 1918 حتى أكتوبر 1919 قرر تحويل غرفة غسيل والدته إلى ورشة أحذية صغيرة، ولكنه واجه تحديات بعد الحرب تتعلق بتوريد المواد والائتمان والخدمات الكهربائية.
حكاية أديداس
أدرك أدولف داسلر مبكرًا أنه من أجل أداء أفضل تتطلب كل رياضة أحذية مصممة خصيصًا للرياضيين، فاستخدم مواد مخصصة في الأصل للاستخدام العسكري، كالخوذات وغيرها، لصنع حذائه، ولجأ إلى الأجهزة المتاحة من هيئة المحلفين للمساعدة في الإنتاج الآلي.
في البداية حصل أدولف على المال عن طريق إصلاح أحذية السكان المحليين، كما جرب نماذج أحذية جديدة أثارت إعجاب النادي الرياضي في المنطقة؛ ما جعله يتلقى كثيرًا من الطلبات.
وفي عام 1923 انضم شقيقه الأكبر رودولف إلى الشركة التي سجلاها باسم Gebrüder Dassler Sportschuhfabrik؛ حيث تولى أدولف تطوير الأحذية واهتم رودولف بالمبيعات والتسويق.
بدأت الشركة في إنتاج أحذية كرة القدم الأولى ذات المسامير الجلدية والأحذية المصممة يدويًا، ثم بحلول عام 1926 -وبعد أن نمت الشركة بشكل كبير- انتقلت إلى مصنع أكبر جديد بآليات جديدة، وعدد أكبر من الموظفين.
بدأ أدولف استخدام الأحذية، التي صممها في المسابقات الدولية، في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1928 بأمستردام؛ حيث ارتدت عداءة المسافات الألمانية لينا رادكي حذاءً رياضيًا من تصميم أدولف؛ لتفوز بالميدالية الذهبية.
شهدت هذه الفترة أيضًا نشوء صداقة بين أدولف ومدرب سباقات المضمار والميدان الأولمبي الألماني آنذاك جوزيف ويتزر؛ حيث قدم الأخير مشورته لتطوير المنتج، فكانت هذه الصداقة سببًا في اتصال أدولف بكل اللاعبين الألمان والأجانب.
وفي عام 1932 بأولمبياد لوس أنجلوس استخدم كثير من الرياضيين أحذية أدولف داسلر.
وجلبت دورة الألعاب الأولمبية -التي أقيمت ببرلين عام 1936- اعترافًا دوليًا للشركة بعد فوز نجم سباقات المضمار والميدان الأمريكي جيسي أوينز -مرتديًا أحذية أدولف- بأربع ميداليات ذهبية.
بعد زيادة الطلبات على أحذيته افتتح أدولف في عام 1938 مصنعًا جديدًا في هيرتسوجيناوراخ، إلا أن بداية الحرب العالمية الثانية أثرت سلبًا في الأعمال التجارية فتراجع الإنتاج، وتم استدعاء أدولف للعمل كمشغل راديو للجيش بين عامي 1940 و1941؛ ما اضطره إلى إغلاق المصنع الجديد.
ومع استمرار الشركة في الإنتاج المحدود للأحذية الرياضية أنتجت أيضًا أحذية للجيش الألماني.
نجاحات وتوسع
في أوائل خمسينيات القرن الماضي بدأت Adidas في تصنيع الحقائب الرياضية لأول مرة.
وفي عام 1959 أسس أدولف مصنعًا جديدًا في فرنسا، تولى إدارته نجله هورست.
وبعد نمو كبير لأديداس أنتجت في عام 1967 ملابس رياضية، وبعد ثلاث سنوات قدمت الكرة الرسمية لكأس العالم 1970 FIFA.
وتعاون أدولف داسلر أيضًا مع أطباء العظام وإخصائيي الطب الرياضي لتصنيع أحذية خاصة للرياضيين المصابين.
جوائز وتكريمات
حصل أدولف على وسام الاستحقاق الألماني من الدرجة الأولى (1968)، ووسام الاستحقاق البافاري (1974) وأصبح أول غير أمريكي يدخل قاعة مشاهير صناعة السلع الرياضية الوطنية (1978).
توفي أدولف في 6 ديسمبر 1978 متأثرًا بنوبة قلبية عن عمر يناهز 77 عامًا، تاركًا أديداس أكبر منتج رياضي؛ حيث تولت زوجته وابنه إدارة الشركة.