اضطراب الإمدادات في ليبيا يلهب أسعار النفط في العالم
ارتفعت أسعار النفط، اليوم الإثنين، مع انقطاع الإمدادات من ليبيا، فيما حذرت روسيا من احتمال ارتفاع أسعار لمستويات قياسية إذا حظرت مزيد الدول طاقتها الإنتاجية وفق ما أوضحت وكالة «بلومبيرغ» الأميركية. وصعد خام «غرب تكساس» بـ 1.2% إلى 108.21 دولار أميركي للبرميل، مقابل ارتفاع «خام برنت» 1.5% ليصل إلى 113.39 دولار.
وأرجعت «بلومبيرغ» ذلك إلى توقيف ميناءين ليبيين تحميل النفط بعد احتجاجات ضد رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، مع توقف الإنتاج في حقل الفيل، وهو حقل نفطي ينتج 65 ألف برميل يوميا.
«القوة القاهرة» في الفيل
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط التي تديرها الدولة يوم الأحد إنها تعلن حالة القوة القاهرة على الشحنات في مليته في غرب ليبيا بعد أن أوقفت «مجموعة من الأفراد» الإنتاج في حقل الفيل. كما أوقفت محطة تصدير الزويتينة في شرق ليبيا عملياتها بسبب المظاهرات ضد الدبيبة، وفقا لمصادر مطلعة. وقال مصدران إن ناقلة نفط قرب الميناء منعت من تحميل مليون برميل.
يشار إلى أن مجموعات قبلية وشبابية أعلنت وقف إنتاج النفط وتصديره من الحقول الموجودة بمناطقها الواقعة جنوب، وجنوب شرقي ليبيا. وذلك حسب بيانين منفصلين صدرا عن المكونات الاجتماعية والقبلية في الجنوب الليبي من داخل حقل «الشرارة» النفطي، وعن مجموعة عرفت نفسها باسم «شباب الواحات» من داخل حقل «النافورة».
وتعد عمليات الإغلاق هي الأحدث في سلسلة من الاضطرابات تضرب صناعة النفط الليبية وسط أزمة سياسية متفاقمة بينما بلغ متوسط إنتاج الخام في البلاد ما يزيد قليلا على مليون برميل يوميا هذا العام، انخفاضا من حوالي 1.2 مليون في العام 2021، وفقا للبيانات التي جمعتها «بلومبيرغ».
إيرادات مفقودة للنفط الليبي
ويكلف هذا الانخفاض البلاد ملايين الدولارات من الإيرادات المفقودة ويأتي مع ارتفاع أسعار «خام برنت» فوق 110 دولارات للبرميل في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط إنه يجب ترك قطاع النفط «خارج النزاعات»، هذا ضروري «للحفاظ على ما تبقى من البنية التحتية المتعثرة بسبب الحصار العشوائي ونقص الميزانيات على مدى السنوات الماضية».
والأحد، دعت وزارة النفط بحكومة الوحدة الوطنية جميع الليبيين لإعلاء المصلحة الوطنية وعدم الاستجابة لأي طرف سياسي للزج بقطاع النفط في أتون المعركة السياسية لتحقيق مكاسب. على الصعيد الدولي، قال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، إنه إذا حظرت مزيد الدول تدفقات الطاقة الروسية، فإن الأسعار قد «تتجاوز بشكل كبير» ارتفاعاتها التاريخية. حيث تحركت الولايات المتحدة وبريطانيا لحظر النفط الخام من البلاد بعد غزو موسكو لأوكرانيا، وسط ضغوط على الاتحاد الأوروبي لمسايرة القرار.
وارتفع النفط هذا العام مع تعطيل الحرب في أوكرانيا الإمدادات في السوق العالمية بعدما دفعت الزيادة في الأسعار الولايات المتحدة وحلفاءها إلى الإعلان عن تحرير ملايين البراميل من الاحتياطيات الاستراتيجية لاحتواء الضغوط التضخمية. ورفضت «أوبك» وشركاؤها رفع وتيرة الإنتاج الذي توقف خلال وباء «كورونا».
وفي مكالمة هاتفية في نهاية الأسبوع، قدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، «تقييما إيجابيا» لجهودهم لتحقيق الاستقرار في سوق النفط، مما يشير إلى أنه من غير المحتمل حدوث تغيير في سياسة الإنتاج. ويقود البلدان التحالف الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وشركائها المعروف باسم «أوبك بلس».
كما أن التجار كانوا يراقبون أيضا تأثير قيود مكافحة فيروس كورونا في الصين التي أمرت بعدد كبير من عمليات الإغلاق بما في ذلك في شنغهاي المدينة التي تعد مركزا تجاريا عالميا.