يُعد المال شيئًا يجب على الجميع التعامل معه بشكل مباشر أو غير مباشر على أساس يومي؛ من شراء الطعام إلى دفع فواتير الأسرة والأنشطة الترفيهية، وبالنسبة للبعض قد يكون الحفاظ على وضع مالي جيد معركة مستمرة، خاصة الأشخاص ذوي الدخل المنخفض، ومع ذلك عند سؤال أحدهم: لماذا أنت مفلس ماديًا رغم عملك؟ يعجز عن تقديم إجابة صريحة.

لماذا أنت مفلس ماديًا رغم عملك؟
وفقًا لعدد من الأبحاث الأوروبية يُشير ربع مُقدمي طلبات الإفلاس تقريبًا إلى أن زيادة الإنفاق وإساءة استخدام بطاقات الائتمان دفعتهم إلى طلب الحماية من الإفلاس، ولطالما لعبت خيارات التمويل الشخصي السيئة دورًا كبيرًا في الإفلاس لأي اقتصاد يحركه المستهلك، ومع تقوية الاقتصاد تزداد ثقة المستهلك.

هذا لا يعني الاحتيال أو إساءة استخدام قانون الإفلاس لكنه يُشير إلى مشاكل في القرارات المالية على المستوى الشخصي، وبمجرد أن تبدأ الظروف الاقتصادية في التدهور فإن هؤلاء المستهلكين لا تكون لديهم أموال ادخار لمساعدتهم في سداد ديونهم، وتتحول أوضاعهم من سيئ إلى أسوأ.

الديون الطبية
بالطبع زادت تكاليف الرعاية الصحية، والتغطية التأمينية، والحد الأقصى من النفقات الشخصية بشكل كبير على مدار العشرين عامًا الماضية، وأشارت معظم الإحصائيات إلى أن النفقات المتعلقة بالطب تُعد سببًا رئيسيًا لزيادة معدلات الإفلاس عند الأفراد، خاصة الموظفين وبعض أصحاب الأعمال، علاوة على ذلك أثبتت معظم الدراسات الأوروبية أن واحدًا فقط من كل خمسة مُقدمين على الإفلاس يُشير إلى أن النفقات الطبية هي سبب أزمته المالية.

دفع الأجور
إذا لم تكن الشركة مزدهرة فغالبًا ما يؤدي ذلك إلى خفض التكاليف، والتي يُمكن أن تشمل في بعض الأحيان تخفيضات في رواتب الموظفين؛ لذا إن لم يكن لديك عملك التجاري الخاص أو حتى لم تتمكن من إيجاد طرق أخرى للتعويض عن الدخل المفقود فقد يكون خيارك الوحيد هو تقديم ملف إفلاس.

فقدان الوظيفة
عندما تفقد وظيفتك تختفي مدخراتك بسرعة، وعلاوة على الاضطرار إلى دفع تكاليف الضروريات التي تحتاجها بالفعل فإن فقدان وظيفتك يؤدي أيضًا إلى تكبد نفقات إضافية أخرى كثيرة، وفي ظل حالة سوق العمل مؤخرًا لا توجد طريقة لمعرفة أين ومتى يمكنك الحصول على عمل جديد.

إذًا يُمكن القول إن فقدان الوظيفة يُعد سببًا رئيسيًا في إفلاس الملايين من الأشخاص حول العالم.

بطاقات الائتمان
خلافًا للاعتقاد الشائع ليست كل ديون بطاقات الائتمان ناتجة عن قلة المسؤولية عن أموالك، فإذا كنت تعاني من صعوبات ولا يمكنك تحمل استخدام الأموال الموجودة في حسابك المصرفي لدفع ثمن ما تحتاجه، مثل: الطعام، والضروريات، والنفقات الطبية، وحالات الطوارئ الأخرى، فإنك تلجأ إلى البديل التالي بطاقة الائتمان، ويُمكن أن يؤدي تراكم الديون، إلى جانب أسعار الفائدة المرتفعة، إلى إجبارك سريعًا على الاتصال بمحامي الإفلاس.

المبالغة في الإنفاق
تُعتبر المبالغة في الإنفاق من بين الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإفلاس، في كثير من الأحيان يُمكن تنتج الديون بسبب الإنفاق المفرط، وسواء كان ذلك نتيجة للتضخم وضعف مهارات إعداد الميزانية، أو لمجرد إهمال الاهتمام بما تنفقه فإنه لا يزال من الممكن أن يؤدي إلى الانهيار بسرعة لا تصدق.

حالات الطوارئ
في حين أنه يُفضل توفير راتب يعادل بضعة أشهر يُمكن الاعتماد عليه في حالة حدوث حالة طارئة إلا أنه لا يمكن للجميع تحقيق ذلك، وبطبيعة الحال يُمكن أن تحدث حالات الطوارئ في أي وقت، فقد ينفجر أحد الأجهزة في منزلك، وقد تتعطل سيارتك، وقد يحدث ضرر هيكلي بمنزلك.

مهما كان السبب حتى إذا كان لديك صندوق طوارئ مخبأ فقد تكون لهذه الحالات الطارئة عواقب مالية وخيمة، ويُمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى إعلان إفلاسك.

المرافق المنزلية
بالتأكيد هناك العديد من المرافق الأساسية التي يحتاجها منزلك الخاص، مثل: التدفئة والتكييف والأضواء والكهرباء والماء، ورغم ذلك فإن تكاليف هذه المرافق الأساسية آخذة في الارتفاع، ولم يعد بإمكان أصحاب المنازل تحمل تكاليفها، إلى جانب الضروريات الأخرى مثل: الطعام والملابس، وقد يؤدي عدم القدرة على دفع تكاليف المرافق الخاصة بك إلى البحث عن خدمات محامي الإفلاس.