ماذا تعني تقنية المعلومات؟.. تطورات متلاحقة غيرت حياتنا اليومية
ليس من السهل فهم مدى انتشار تقنية المعلومات وتأثيرها في حياتنا اليومية، أو بشكل أكثر تحديدًا، تطبيقه العملي في أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية التي نستخدمها يوميًا، خاصة وأننا نقضي على هذه الأجهزة عددًا كبيرًا من ساعات الاستيقاظ أثناء العمل أو التعلم أو التواصل مع زملاء العمل والأصدقاء والعائلة.
واقعيًا، تُؤثر تقنية المعلومات على كل ما نقوم به تقريبًا، بما في ذلك التسوق عبر الإنترنت وصناعات الأعمال والتعليم والرعاية الصحية والبنوك والتمويل والخدمات الغذائية والخدمات المصرفية، بشكلٍ عام حققت تقنية المعلومات معظم التحسينات في حياتنا اليومية.
في أبسط مصطلحاتها، يُمكن وصف تكنولوجيا المعلومات بأنها عبارة عن تطبيق أجهزة الكمبيوتر وغيرها من المعدات الإلكترونية لتلقي البيانات وتخزينها واستردادها ونقلها ومعالجتها، وتُصبح هذه البيانات معلومات عندما يتم وضعها في أشكال واضحة ومفيدة للتواصل.
وفي بعض الأحيان، تُعتبر أهمية تقنية المعلومات أمرًا مفروغًا منه لأن تطبيقاتها منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، ونظرًا لأهميتها لا يُمكن للمنظمات أو المؤسسات أن توجد اليوم وتتوقع أن تظل قادرة على المنافسة بدون أنظمة تقنية المعلومات المناسبة.
ماذا تعني تقنية المعلومات؟
في بادئ الأمر، يُمكن أن تكون تقنية المعلومات أشياء كثيرة وتغطي العديد من جوانب الحياة؛ إذ يُعرّفها الخبراء والمتخصصين على أنها “التكنولوجيا التي تتضمن تطوير وصيانة واستخدام أنظمة وبرامج وشبكات الكمبيوتر لمعالجة البيانات وتوزيعها”، ومع ذلك، فإن هذا التعريف يجعل تقنية المعلومات تبدو وكأنها أداة نفعية تمامًا.
وبحسب تقارير “فوربس” الأمريكية، فإن الأهمية الحقيقية لتقنية المعلومات والغرض منها هو “البحث عن تقنيات جديدة وتطويرها في العلوم المعرفية أو الجينات أو الطب”؛ حتى تجد هذه التطورات حلولًا للمشكلات التي نواجهها جميعًا، هذا الابتكار هو الذي سمح بالتحسين في العديد من الصناعات خارج العلوم.
تأثيرها في الأعمال
لا شك أن كسب العملاء بمنتجات رائعة وتحقيق المبيعات هما الهدفان الرئيسيان لأي عمل تجاري، وبطبيعة التطورات التكنولوجية المتلاحقة، جعلت تقنية المعلومات هذه العملية أكثر كفاءة وأسهل وجاذبية، لا سيما من خلال التسويق عبر الإنترنت، بالإضافة إلى ذلك تُساعد في أتمتة عمليات معينة، والأهداف المستهدفة، وتوليد الإيرادات، وتقليل عدم الكفاءة.
علاوة على ذلك، تُساعد تقنية المعلومات في تطوير العمليات الآلية الحاسمة لكفاءة الأعمال، وهذا لا يُساعد فقط في تقليل تكلفة التشغيل ولكن أيضًا يوفر الوقت، كما يُمكن الاستفادة من الوقت الموفر للتركيز على المهام الأخرى، وبالتالي تسريع العمليات التجارية بشكل كبير.
أضف إلى ذلك أنه من خلال تقنية المعلومات يُمكن أتمتة عمليات مثل: الفواتير، وتتبع المقاييس، وجمع بيانات العملاء، ومراقبة بعض العمليات وما إلى ذلك بسهولة؛ حيث إن هناك العديد من برامج التشغيل الآلي التي يمكن استخدامها لهذا الغرض.
التعليم وتكنولوجيا المعلومات
باستخدام الأدوات التي توفرها تقنية المعلومات، يُمكن للمدرسين والأساتذة تقديم المعلومات بشكل ديناميكي أكثر من أي وقت مضى، وربما تكون الميزة الأكبر لهذا هي القدرة على الوصول إلى المزيد من الطلاب، وخاصة أولئك الذين يعيشون بعيدًا جدًا عن المدارس أو حرم الجامعات.
ولعل أبرز الطرق التي تعمل بها تقنية المعلومات على توسيع نطاق التعليم هي من خلال الفصول الدراسية عبر الإنترنت وبرامج الدرجات العلمية التي يُمكن للطلاب إكمالها عن بُعد، في الواقع يُدعم المعلمون أيضًا أهمية تقنية المعلومات واستخدامها كطريقة لتقديم مناهجهم الدراسية.
بالطبع يُمكن تعزيز هذه المشاركة مع تحسن أحدث التقنيات والأجهزة والبرامج؛ حيث أصبحت التكنولوجيا أكثر ذكاءً، مما يسمح بإدراج أولئك الذين قد لا يكونون جيدًا أو لا يستطيعون البقاء في بيئة الفصل الدراسي العادية، مثل: الطلاب الذين يعانون من طيف التوحد.
الرعاية الصحية
في الآونة الأخيرة تبنت صناعة الرعاية الصحية الابتكارات في مجال تكنولوجيا المعلومات من أجل إقامة علاقة أفضل مع المرضى وضمان خصوصيتهم وأمنهم وسريتهم، بسبب الإنترنت، يُمكن للمرضى البحث عن الأعراض والتحدث مع أطبائهم من خلال البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو مؤتمرات الفيديو لمعرفة ما إذا كانوا بحاجة إلى تحديد موعد أو ما إذا كان بإمكانهم علاج أعراضهم بعلاجات لا تستلزم وصفة طبية.
ونتيجة لذلك، حسنت تقنية المعلومات الرعاية الطبية، وقللت من أخطاء المرضى، وخفضت تكاليف الرعاية الصحية بعدة طرق، بما في ذلك تحسين إيصال المعلومات الطبية الدقيقة، وتخصيص المعلومات لتلبية احتياجات المريض الفردية، وتبادل صنع القرار بين المتخصصين في الرعاية الصحية والمرضى، إلى جانب توفير شبكات الدعم الاجتماعي للمرضى والمتخصصين في الرعاية الصحية.