الدروس المستفادة من 2021
بقلم محمد علواني
يرتكز حديثنا عن أهم الدروس المستفادة من 2021 على قضية أساسية مفادها أن الحياة مراحل وخطوات، وعندما نجتاز مرحلة من هذه المراحل أو خطوة من تلك الخطوات يجب أن نقف ونسأل أنفسنا عما فات وجدواه، وما استفدناه أو تعلمناه منه.
بهذه الطريقة ستكون الحياة كلها رحلة تعلم؛ حيث يحاكم المرء ماضيه ويقف موقفًا نقديًا منه، ويدرك وقائعه على نحو أفضل؛ ولهذا نرى أنه من الأهمية أن نسأل ونستقصي عن أهم الدروس المستفادة من 2021، خاصة أن هذا العام قد شارف على الانتهاء، وعلينا أن نقف على هذه الدروس والعبر التي تعلمناها منه؛ كيما نكون قادرين على الدخول إلى العام الجديد بعدة فكرية ونفسية جديدة.
الحياة غير متوقعة
أول هذه الدروس المستفادة من 2021 أن الحياة غير متوقعة، لا يمكن التحكم فيها ولا التنبؤ بها، ورغم ذلك فإننا مطالبون بالتكيف مع هذه التغيرات التي ما تفتأ تحدث بسرعة كبيرة.
صحيح أننا في أغلب الأحوال لن نعرف ما سيحدث بعد ذلك لكن هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا؛ إذ من شأنه أن يجعلك منفتحًا على كل المعطيات والصدف.
كل شيء يحدث لسبب
ربما يبدو أحد الدروس المستفادة من 2021 أن كل شيء يحدث لسبب ما، حتى وإن كنا نجهل ماهية هذا السبب، وربما يكون ذلك المنظور مغرقًا في الروحانية، ولكن لو تأملنا الواقع فسندرك أن هذا النظرية على قدر كبير من الصحة؛ إذ يبدو أن الكون لديه خطة لنا جميعًا، وعلى الرغم من أنه قد لا يكون لهذا أي معنى بالنسبة لنا اليوم أو غدًا، أو حتى في المستقبل المنظور، إلا أننا واثقون من أن هناك قوة أكبر تلعب دورًا محوريًا في حياتنا وتسيّرنا وفقًا لها.
هذا الأمر إن نحن اقتنعنا بصحة هذه النظرية سيدفعنا إلى تقبل الواقع كما هو، ونحاول، عوضًا عن التذمر والضجر، أن نستجلي المعنى، ونقف على السبب الكامن وراء كل هذا.
أنت حاصل الأشخاص الذين تحيط نفسك بهم
يقولون إنك متوسط الأشخاص الخمسة الذين تحيط نفسك بهم، ربما لا تكون هذه الحسبة الرياضية دقيقة، لكنها أقرب ما تكون إلى الصواب.
فنحن جميعًا، كما تواتر علماء الاجتماع على الاعتراف بذلك، نتاج محيطنا؛ لذا فإن الأشخاص الذين ترتبط بهم وتقضي معظم الوقت معهم سوف يشكلون الشخص الذي تصبح عليه، سواء أعجبك ذلك أم لا. وهذا في حد ذاته أحد أهم الدروس المستفادة من 2021.
يقول دوني أوسماند:
«أحط نفسك دائمًا بأشخاص أفضل منك، فإذا كنت تتجول حول الأشخاص السيئين سيبدأون في إحباطك، لكن إذا أحطت نفسك بأشخاص طيبين سوف يسحبونك».
الدروس المستفادة من 2021
التعلم الدائم نجاة
في هذا العالم المتقلب لا شيء ينجيك من تغيراته الجمة سوى التعلم الدائم، هذا أحد الدروس المستفادة من 2021 التي لا ينبغي أن نغفل عنها أو نهملها.
فالتعلم لا ينتهي أبدًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بمجال دراستك، وحتى في الحياة بشكل عام. ومن الناحية المهنية يجب أن تتعلم باستمرار ما إذا كنت تريد إحداث فرق أو الحصول على تلك الترقية.
وعلى طول الطريق سيتم إدخال تكنولوجيا جديدة، والعثور على تطورات جديدة، وسيتم اختبار مفاهيم جديدة.
وإذا لم تكن مطلعًا على هذه الأمور فسيكون هناك شخص آخر يتفوق عليك. من الأفضل أن تتعلم أكبر عدد ممكن من الأشياء لأنك لا تعرف أبدًا متى سيكون هناك شيء مفيد.
يقول Jiddu Krishnamurti:
«لا نهاية للتعليم. لا يعني ذلك أنك تقرأ كتابًا وتجتاز امتحانًا وتنهي تعليمك. إن الحياة كلها، من لحظة ولادتك إلى لحظة وفاتك، هي عملية تعلم».
أهمية الراحة
لا تقل أهمية أيام الراحة عن أيام العمل، وذلك درس مهم من الدروس المستفادة من 2021 والتي عادة ما يغفل عنها الناس، ظنًا منهم أن العمل أهم من الراحة، لكن الواقع ليس كذلك، فالراحة من جهة أهميتها كالعمل تمامًا.
يقول آلان كوهين:
«في العمل فضيلة وفي الراحة فضيلة. استخدم كليهما ولا تتغاضى عن أي منهما».
تطوير الذات رحلة دائمة
يمكنك قضاء حياتك بأكملها في العمل على تطوير ذاتك وصقل مهاراتك، ولن تنتهي أبدًا، فالتحسين الذاتي هو رحلة لا تنتهي أبدًا.
يقول إريك جولبان:
«تحسين الذات هو الرحلة النهائية لأنك تقاتل نفسك كل يوم، وتحاول أن تصبح أفضل قليلًا من اليوم السابق».