Skip to main content

ويليس كارير.. مخترع مكيف الهواء

|
مخترع مكيف الهواء

يمكن للمشاريع الصغيرة أن تتخطى الحدود الجغرافية التي بدأت منها، والانتشار حول العالم؛ ما يساعد في تحقيق الشهرة والنجاح

بدايته
ولد ويليس كارير في 26 نوفمبر عام 1876 ببلدة “أنجولا” بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، لأسرة مكونة من الأب والأم. ومنذ الطفولة كان شغوفًا بالعلم، ثم التحق بجامعة كورنيل، وتخرج فيها عام 1901 بشهادة البكالوريوس في الهندسة.
عندما بلغ الـ25 من العمر، قدّم كارير نظامًا لضبط الحرارة والرطوبة في شركة (Sackett-Wilhelms) للطباعة والنشر في بروكلين؛ كأول اختراعاته المهمة؛ معتمدًا على التحكم في درجات الحرارة والرطوبة، ودوران الهواء، والتهوية، فضلًا عن ترطيب الهواء وتسخين وتبريد الماء؛ حيث كانت الشركة تعاني من طباعة أحد الألوان بشكل جيد في ذلك الوقت؛ بسبب تأثير الحرارة والرطوبة على الورق والحبر.
حصل ويليس كارير على براءة اختراع لنظام التبريد الذي اخترعه، عُرف بأنه أول نظام تكييف هواء حديث في العالم، ثم واصل عمله في مجالات التبريد الأخرى، ثم عُيّن مديرًا لقسم هندسة الاختبارات في الشركة.
قوانين ووثائق
وفي عام 1906، اكتشف ويليس كارير “قانون الانحدار الثابت لنقطة الندى”؛ إذ عرف أن الانحدار المستمر لنقطة الندى يوفر رطوبة نسبية ثابتة تقريبًا؛ ما جعله يعتمد على تصميم نظام التحكم التلقائي؛ ليقدم دعوى براءة اختراع للتصميم في 17 مايو عام 1907، لكنه لم تصدر إلا في 3 فبراير عام 1914.
وفي 3 ديسمبر عام 1911، قدم كارير أهم وثيقة حول مكيف الهواء في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين؛ حيث ربطت بين مفاهيم الرطوبة النسبية والرطوبة المطلقة ودرجة حرارة نقطة الندى؛ ما يتيح تصميم أنظمة تكييف الهواءلتناسب المتطلبات بدقة.
مع بداية الحرب العالمية الأولى في أواخر عام 1914، اجتمع عدد من المهندسين لتأسيس شركة برأس مال بلغ 32,600 دولار خلال العام الذي يليه في نيوجيرسي، بعدما قررت شركة “بوفالو فورج” – التي كان يعمل فيها ويليس – تركيز أنشطتها بالكامل على التصنيع.
أول مكيف منزلي
بحلول عام 1928، طورت الشركة أول مكيف منزلي، أطلقت عليه اسم “صانع الطقس”، لكن نظرًا لثمنه الباهظ فكانت الأسر الثرية هي فقط من يقتنيه.
اندمجت الشركة مع «بيرنزويك كرويشل» و«يورك»؛ لتشكيل شركة «كارير كوربوريشن»، عُيِّن ويليس كارير رئيسًا لمجلس إدارتها.
معوقات وتحديات
واجهت شركة ويليس كارير، العديد من التحديات المالية؛ نتيجة انهيار أسواق وول ستريت في عام 1929، ثم أدى الكساد الاقتصادي عام 1930، إلى تقليل المنازل والمتاجر من استخدام المكيفات.
انتقل ويليس بشركته إلى نيويورك، وفي عام 1930، أطلق أعماله في اليابان وكوريا من خلال شركتي «تويو كارير» و«سامسونج أبلكيشن».
نشبت الحرب العالمية الثانية؛ ما أدى إلى الحد من فكرة «الكوخ القطبي»، التي عرضتها شركة «كارير» في المعرض العالمي في عام 1939.
تطور عالمي
عمل كارير بجد واجتهاد؛ حتى أصبحت الشركة رائدة في تصميم وتصنيع أجهزة التبريد؛ حيث أحدثت المكيفات الهوائية طفرة كبيرة بالولايات المتحدة، خاصة بعد الزيادة الكبيرة والتطورات التي حصلت في مجال الإنتاج الصناعي في فصل الصيف.
مع مرور الوقت، شهد اختراع كارير للمكيف الهوائي انتشارًا كبيرًا؛ ما أدى إلى ارتفاع في معدل مبيعاته ليصل إلى 8 مليارات دولار في بداية الألفية الجديدة، كما أضافات الشركة أعدادًا متزايدة من الموظفين؛ ليصل عددهم لحوالي 45 ألف موظف آنذاك.
ومع الحفاظ على تطور المبيعات سنويًا، بات اسم “كارير” الأكثر شهرة في عالم المكيفات. ونظرًا للإنجازات التي قام بها، واختراعاته التي غيّرت حياة الإنسان، تحرص محركات البحث العالمية على الاحتفال بذكرى ميلاده أو رحيله التي توافق السابع من شهر أكتوبر؛ حيث رحل في عام 1950.

من حاجة المجتمع والشركة التي عمل بها، كان اختراع “ويليس كارير”؛ للمكيفات الهوائية، كما أنه لم يكن فقط مخترعًا، بل رائد أعمال ترك بصمة في حياة العالم أجمع.